وُلدت كريستي في عائلة ديفون الثرية من الطبقة المتوسطة العليا في توركاي قبل الزواج وإنشاء عائلة في لندن خدمت في مستشفى ديفون خلال الحرب العالمية الأولى حيث تولت رعاية الجنود القادمين من الخنادق في بادئ الأمر لم تُوفق كريستي في كتاباتها ورُفضت ست مرات على التوالي إلا أن هذا تغير عندما نُشرت رواية قضية ستايلز الغامضة والتي تضمنت شخصية هيركيول بوارو في عام 1920 خلال الحرب العالمية الثانية عملت مساعدة صيدلية في مستشفى كلية الجامعة في لندن وحصلت على معرفة جيدة بالسموم التي توجد في العديد من رواياتها
تدرجت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كريستي كالروائية الأفضل بيعًا على الإطلاق. باعت رواياتها نحو 2 مليار نسخة، وتشير ممتلكاتها إلى أن أعمالها تحل في المرتبة الثالثة في تصنيف الكتب الأكثر انتشارًا في العالم، بعد أعمال شكسبير فقط وفقًا لمؤشر الكتب المترجمة، تحتل كريستي المرتبة الأولى كأكثر كاتبة منفردة ذات أعمال مترجمة، بعد ترجمة أعمالها إلى 103 لغة على الأقل. تُعد رواية ثم لم يبق أحد أفضل روايات كريستي، والتي حققت 100 مليون مبيعات حتى الآن، مما يجعلها أفضل رواية غموض وأحد أفضل الكتب مبيعًا على الإطلاق. تحمل مسرحية كريستي، مصيدة الفئران الرقم القياسي كأطول عرض مسرحي كان أول عرض للمسرحية في مسرح السفراء في وست أند في 25 تشرين نوفمبر 1952، وكان عرضها جارٍى حتى أبريل 2019 بعد أكثر من 27000 أداء
في عام 1955 كانت كريستي أول من تلقى جائزة غراند ماستر، وهي أعلى تكريم لكُتاب الغموض في أمريكا وفي وقت لاحق من نفس العام حازت مسرحية مقاضاة الشاهد على جائزة إدغار من منظمة كُتاب الغموض في أمريكا عن فئة أفضل مسرحية. في عام 2013 صوّت 600 من الزملاء في رابطة كُتاب الجريمة على أن رواية مقتل روجر أكرويد أفضل رواية جريمة على الإطلاق في 15 سبتمبر 2015، وبالتزامن مع عيد ميلادها الـ 125 حازت رواية ثم لم يبق أحد على لقب رواية كريستي المفضلة لدى الجمهور في تصويت برعاية أموال الكاتبة اقتُبست معظم الكتب والقصص القصيرة الخاصة بها للتلفاز والإذاعة وألعاب الفيديو والرسوم الهزلية واستند أكثر من ثلاثين فيلمًا من الأفلام الطويلة إلى عملها
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
تعليمها
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
تلقت أجاثا تعليمها في البيت مثل فتيات كثيرات من العائلات الميسورة حسب التقليد آنذاك ثمَّ التحقت بمدرسة في باريس وجمعت بين تعلم الموسيقى والتدريب عليها وبين زيارة المتاحف والمعارض الكثيرة في فرنسا ولم تعجب بأساطين الرسم الزيتي في القرنين السادس عشر والسابع عشر وتلك مسألة تنم عن غرابة وخروج على المألوف في مثل هذه الحالات
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
زواجها
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
عادت إلى إنجلترا وكانت في العشرينات من عمرها تقدّم لها عدد من الخاطبين الأثرياء والفقراء ورفضتهم جميعاً حتَّى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني ( أرتشي كريستي ) عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها ولكن زواجها منه فشل بسبب افتقادها الصحبة المشتركة أو الرفقة الزوجية وتلك قيمة أساسية في حياتها ظلَّت تؤكد عليها حتَّى بعد زواجها الثاني إذن كانت الرفقة التي تتعطَّش لها ولم يوفرها زوجها الأول فضلاً عن ارتباط (أرتشي كريستي) بعلاقة عاطفية مع امرأة أخرى ثمَّ تصرفه مع (أجاثا) وكأنها ربة بيت ورفيقة فراش كانت تلك أسباب انفصالها عنه بالطلاق بعد أن أنجبت منه ابنتها روزلند
تقول (جانيت مورغان) واضعة سيرة هذه الروائية :
إن أجاثا كريستي هي سيدة ريفية بكل ما في الكلمة ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي منتجع صيفي في جنوب بريطانيا ـ بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات الحقبة التي عاشتها تماماً ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية أو كانت تسعى وراء المغامرة في عام 1930 تزوجت أجاثا كريستي من (ماكس مالوان) عالم الآثار المعروف بعد أن التقت به في إحدى سفراتها إلى الشرق حيث عاشت معه في سوريا والعراق عندما كان يقوم بأبحاثه، وكان عمرها يوم ذاك 39 سنة بينما كان عمره 26 سنة
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
حياتها الزوجية وبيئة الكتابة
💚🌻🌻🌿🌻🌿🌻🌻💚
أتاح لها زواجها أن تزور معظم بلاد الشرق الأدنى والأعلى، فتجولت في بلاد الشام العراق ومصر وبلاد فارس ووفَّر لها هذا التجوال فرصاً ممتازة لكتابة أجمل رواياتها وقصصها المليئة بالأسرار المفعمة بالغموض، المعتمدة ليس على مواقع الحدث في بلاد الشرق الساحرة فقط وإنما على خيال الكاتبة الجامح، أيضاً ولغتها المتدفقة السيالة وقدرتها الفريدة على ابتكار الشخصيات الغامضة والمثيرة وتحريكها عبر الرواية باتجاهات مختلفة تُذهل القارئ، ومثلما ابتكر (السير آرثر كونان دويل) شخصية (شرلوك هولمز) وزميله (الدكتور واطسون) كذلك نحتت أجاثا كريستي شخصيات المفتش (هركول بوارو) والكولونيل (بريس) و(الآنسة ماربل)
ولعل الاستقرار العائلي الذي أتاحه لها زواجها من (مالوان) فضلاً عن عوامل أخرى كان من أسباب استقرارها النفسي والفكري ممَّا هيأ فرص الكتابة والإنتاج الأدبي حتَّى وهي ترافق زوجها في إقامته بالمواقع الأثرية يقول (ماكس مالوان) في مذكراته عن طقوس الكتابة لدى زوجته (شيدنا لأجاثا حجرة صغيرة في نهاية البيت، كانت تجلس فيها من الصباح وتكتب رواياتها بسرعة وتطبعها بالآلة الكاتبة مباشرة، وقد ألَّفت ما يزيد على ست روايات بتلك الطريقة موسماً بعد آخر وانضمت كريستي رسمياً إلى بعثة التنقيب البريطانية في نينوى شمال العراق برئاسة (الدكتور تومسن كامبل) ثمَّ إلى بعثة الأربجية عام 1932 برئاسة زوجها. وكانت فضلاً عن جهدها التنقيبي تجد الوقت الكافي للكتابة، حتَّى أنه حين لا يتوفر لها السكن في الموقع الأثري تنصب لها خيمة خاصة بعيداً قليلاً عن ضجيج الحفر حيث تعمد إلى كتابة رواياتها وقصصها داخلها، وعن حياته المشتركة مع أجاثا، يقول مالوان في مذكراته: عشنا في بيت صغير ذي حديقة أسفل تل النبي يونس وضم التل أيضاً مستودع أسلحة سنحاريب الملك الآشوري وكان الوصول من بيتنا إلى قمة نينوى تل قويسنجق يستغرق عشرين دقيقة على ظهر الخيل، ومن القمة نطل على مشهد شامل للمناظر الطبيعية والتاريخ، ونطل من ارتفاع مائة قدم فوق السهل إلى الغرب على الضفاف الشديدة الانحدار لنهر دجلة السريع الجريان ليس هذا فقط إنما كانت كثيراً ما تتهيأ لشتاء الموصل الطويل بشراء كميات من الخشب التماساً للدفء كلما اقترب موسم البرد وكانت تدفع بسخاء لقوافل الأكراد التي تبيع الخشب وفي هذا البيت قليل الأثاث احتاجت أجاثا مرَّة لمنضدة تكتب عليها روايتها (اللورد ـ ايجوير يموت) فقصدت سوق الموصل واشترت بثلاث باونات منضدة اعتبرها الدكتور كامبل رئيس هيئة التنقيب تبذيراً ورغم أن الكتابة كانت شاغلها، فقد كان لها دورها ومهماتها ضمن بعثة التنقيب، كانت أجاثا كريستي - يقول مالوان سخية دائماً ونموذجاً للانسجام، ساعدت في إصلاح العاجيات ووضع الفهارس لأنواع (اللقي) الأثرية كما ساعدت في التصوير الفوتوغرافي للبعثة. وبالمقابل، استطاع (مالوان) زوجها المخلص أن يرسم لها صورة مختلفة للعالم، وأن ينظّم أعمالها على نحو لم تكن تنتظره فكان يحل مشاكلها المالية سواء بالنسبة لألاعيب دور النشر المستغلة أو لتحايل منتجي الأفلام أو لمشاكلها مع أصحاب المسارح، أنه يجيد ترتيب المعلومات وتبسيطها
وأقامت أجاثا كريستي شهر العسل مع زوجها السيد مالوان في قرية عين العروس على ضفاف نهر البليخ وغابات عين العروس الجميلة وتلالها الأثرية الرائعة حيث كان زوجها في مهمة أثرية في الجزيرة السورية في زياراتها المتكررة إلى سوريا برفقة زوجها عالم الآثار الذي كان يعمل في إحدى المواقع الأثرية في شمال شرق سوريا سكنت اجاثا كريستي في فندق بمدينة حلب وهو (فندق بارون) الذي كان مقصد المشاهير وخاصة من أوروبا والقادمين على متن قطار الشرق إلى حلب وكتبت قصتها الشهيرة جريمة في قطار الشرق أثناء مكوثها في حلب وما تزال ذكراها في إحدى زوايا الفندق العريق فندق بارون إلى اليوم وفتنت بحلب وعظمة قلعتها وأسواقها الشرقية البديعة وتجولت في التلال الأثرية في وسط وشرق سوريا
لقد تجولت في سوريا ومصر والأردن وفلسطين وبلاد فارس وكان لها في كل موقع أثري رواية أو قصة منها قصتها (لؤلؤة الشمس) التي مثلت تسجيلاً لزيارتها مع زوجها إلى (البتراء) في حدود عامي 1933، 1934 أمَّا رواية (الموعد الدامي) وفي فصلها الخامس بالذات فتصف روعة بناء المسجد الأقصى وعظمة القبة المُشيدة على صخرة مرتفعة وجمال نقوشه وكذلك حديثها مع الدليل العربي الذي رافقهم في أحد التلال الأثرية في الجزيرة السورية وكذلك فعلت في قصتها (نجمة فوق بيت لحم) عام 1965. ولقد زارت الكاتبة مصر ودرست حضارتها وتاريخها وكتبت الرواية المعروفة (موت على النيل) التي حولت إلى مسرحية عام 1946 بعنوان (جريمة قتل على النيل) كما كتبت الرواية الثانية (الموت يأتي في النهاية) وذلك عام 1945، كما كانت قد كتبت مسرحية (أخناتون) الملك المصري الذي فرض ديانة جديدة وقد أعدت أجاثا كريستي لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها (الأقصر) جنوب مصر عام 1931 واستعانت بخبرة علماء الآثار في رسم شخوص المسرحية التي أصدرتها إحدى دور النشر عام 1973
وعند بلوغها سن الخامسة والثمانين كانت قد أنتجت (85) كتاباً بمعدل كتاب لكل سنة، وهو رقم عالي يعكس القدرة على الإنتاج والكتابة، ويتساءل زوجها (مالوان) في مذكراته : (كيف نفسر هذه الظاهرة؟ إنها ناشئة عن حالة دائمة من الخيال الجامح
اعتبرت هذه الكاتبة مسألة (الرفقة) عنصراً جوهرياً في السعادة الزوجية، كذلك مشاطرة الخبرات والمشاعر والأفكار والتعبير المبهج عنها ولعل هذه الأمور مجتمعة كانت من أسباب نجاح ديمومة زواجها من (مالوان) فقد استمرت حياتها معه 45 عاماً أي حتَّى وفاتها عام 1976 ومن طريف ما يروى أنها كلما كانت تسأل عن سر تعلّق (مالوان) بها وحبه لها كلما تقدمت في العمر وهي تكبره أصلاً فتجيب : إنه أمر طبيعي، فزوجي عالم آثار يعشق الآثار القديمة
توفيت كريستي بسلام في 12 يناير 1976 في سن 85 لأسباب طبيعية في منزلها الذي يقع في وينتربروك والينغفورد أكسفوردشير في وقت وفاتها، كانت وينتربروك ما تزال جزءًا من أبرشية تشولسي دُفنت بالقرب من باحة كنيسة سانت ماري تشولسي بعد أن اختارت قطعة أرض لمثواها الأخير مع زوجها السير ماكس قبل عشرة أعوام من وفاتها. حضر مراسم الجنازة البسيطة نحو 20 مراسلًا من الصحف والتلفاز، إذ سافر بعضهم من مناطق بعيدة مثل أمريكا الجنوبية زُيّن قبر كريستي بثلاثين إكليلًا، بما في ذلك واحد من طاقم تمثيل المسرحية طويلة الأمد مصيدة الفئران وأرسلت دار نشر لارج بّرينت بوك في أولفيرسكروفت إكليلًا بالنيابة عن العدد الكبير من القراء الممتنين
أنجبت طفلها الوحيد من زوجها الثاني، السير ماكس مالوان، وهي روزاليند هيكس (بريتشارد سابقًا كريستي قبل الزواج) حفيدها الوحيد هو ماثيو بريتشارد توفي مالوان الذي تزوج من جديد في عام 1977 في عام 1978 عن عمر يناهز 74 عامًا ودُفن بجانب كريستي
Post a Comment